البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية
16384
rtl,page-template,page-template-full_width,page-template-full_width-php,page,page-id-16384,theme-bridge/bridge,bridge-core-1.0.6,woocommerce-no-js,ajax_fade,page_not_loaded,,paspartu_enabled,qode_popup_menu_push_text_right,transparent_content,columns-4,qode-theme-ver-18.2,qode-theme-bridge,qode_advanced_footer_responsive_768,qode_header_in_grid,wpb-js-composer js-comp-ver-6.7.0,vc_responsive
 

البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية

تبنى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود،  مؤسس ورئيس مؤسسة التراث الخيرية؛ البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية في إطار اهتمام سموه بكل ما له صلة بخدمة بيوت الله والتراث العمراني الإسلامي. كما كان لنخيل العذيبات بيتاً ومسجداً دوراً مهماً في ترسيخ عمارة البناء باللبن، ووضع أسساً لها، وقد كان بناؤها تجربة تُحتذى، لما لها من أثرٍ بالغ الأهمية في تعزيز مفهوم التراث الوطني وتطوره. كما أن تجربة بناء وترميم المسجد فاتحة ترميم المساجد التاريخية، والحفاظ عليها.
وقد بدأت مؤسسة التراث –آنذاك-، الاهتمام بالمساجد في المملكة العربية السعودية، وأخذت على عاتقها – منذ بداية إطلاقها البرنامج في سنة 1417 ه ) 1996 م(- مسؤولية توثيق وترميم عدد من المساجد التاريخية في جميع مناطق المملكة وقراها. ويعدّ إعمار بيوت الله وترميمها من أجلِّ الأعمال الخيرية، ويكتسب أهميته من كونه يسهم في إعادة الحياة إلى المساجد التاريخية، لكثرة ما صُلي فيها من قبل، ولما لها من أثرٍ عظيمٍ في حياة الناس، وقد انطلق منها المؤسسون الأوائل لإقامة هذا الوطن المبارك، وتحقيق وحدته الوطنية، ولهذا رأت مؤسسة التراث الخيرية أن يكون لها دور في ترميم المساجد التاريخية؛ لتستأنف أدوارها؛ ولتدرك الأجيال كيف كان المسجد الأساس لكل ما ننعم به من خير بفضل الله، وقد أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين الرشيدة، وولي عهده الأمين الاهتمام الكبير للحفاظ على المساجد التاريخية في أرجاء الوطن.
وتعود فكرة إطلاق البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية إلى رؤية قدمها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز بالتعاون مع معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد–آنذاك-، إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام –آنذاك-، رحمه الله، إذ تفضل سموه، بالموافقة على رعاية برنامج العناية بالمساجد، وإعادة بنائها، وترميمها، وتوثيق تاريخها، وذلك في 19 جمادى الأول سنة 1425 ه ) 13 أغسطس 2005 م(، وقدم دعماً للمرحلة الأولى من البرنامج، تم تخصيصها لمسح المساجد المرصودة، وصدر توجيه سموه، بعد نجاح البرنامج في ترميم عدد من المساجد؛ بإهداء ما تم إنجازه إلى الوزارة، وتسمية البرنامج بـ (البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية). ويشمل نطاق العمل حصر المساجد المعنية، ووضع خطة علمية لتوثيقها، وترميمها بالطريقة التي تضمن المحافظة على طابعها العمراني، على أن يتم العمل طبقاً لأوليات الترميم، كما يشمل العمل وضع برنامج زمني، وميزانية تقديرية لترميم المساجد التي تم حصرها، وتأهيلها وإعادة بناء بعضها، إضافة إلى وضع تصور لإنشاء وقف استثماري يدعم ما تحتاج إليه المساجد من صيانة مستقبلاً.

وقد نفذت مؤسسة التراث–آنذاك-، بمشاركة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد–آنذاك-، المهام المتعلقة بإنجاز هذا البرنامج، وفق خطة عمل دقيقة، فجرى تقسيم العمل فيها إلى مراحل متعاقبة؛ ففي المرحلة الأولى، زودت الوزارة المؤسسة بمعلومات عن المساجد المعنية، وذلك من خلال ما يرد من فروع الوزارة في مناطق المملكة. وبدورها، اختارت المؤسسة المساجد ذات الخصوصية العمرانية، إضافة إلى اقتراحها عدداً من المساجد التي تتناسب مع معايير البرنامج، وذلك بإرسالها إلى الوزارة لاعتمادها، وضمها إلى قوائم المساجد المعتمدة التي شملها البرنامج.
وقد حَظِيَ البرنامج بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- إذ أعلن الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز عن تبرع خادم الحرمين الشريفين بدعم ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة التاريخية بمكة المكرمة، الذي صلى فيه الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، إضافة إلى تبنيه – أيده الله- ترميم عدد من المساجد التاريخية في المدينة المنورة، امتداداً لتبنيه -حفظه الله- ترميم عدد من المساجد في مناطق المملكة.
كما أعلن سموه عن رعاية خادم الحرمين برنامجاً خاصاً للعناية بالمساجد التاريخية ضمن مشروع الدرعية التاريخية، الذي يشمل ترميم 34 مسجداً تاريخياً تعمل على إنجازه كل من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض، ومؤسسة التراث الخيرية.
أعدت مؤسسة التراث الخيرية دراسة ترميم مسجد البيعة بمنطقة مكة المكرمة بدعم من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. وفي منطقة المدينة المنورة، رُمم بدعم من الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز كل من مسجد الصخرة بالعلا، ومسجد الزاوية في ينبع، كما أعدت مؤسسة التراث دراسات التوثيق والترميم للسبعة مساجد، إضافة إلى إعدادها دراسات التوثيق والترميم لمسجد أبي بكر الصديق، ومسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ومسجد الغمامة، بدعم من شركة المناخة. حظيت منطقة الرياض بترميم عدد من مساجدها التاريخية، إذ دعمت الأميرة سلطانة بنت أحمد السديري- رحمها الله- ترميم مسجد العوشزة بمحافظة الغاط، كما دعم الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز بناء مسجد الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز-رحمه الله- في حي الخزامى، إضافة إلى دعم سموه ترميم ثلاثة مساجد في الدرعية التاريخية، وهي: مسجد الظويهرة، ومسجد السريحة، ومسجد الدواسر، ورُمم مسجد المريح في الدرعية التاريخية، ومسجد الرميلة وسط الرياض، ومسجد قراشة بحريملاء، أما مسجد الحسيني في شقراء فقد رُمم بدعم من أهالي المنطقة.
أما في طبب بمنطقة عسير، فقد دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز-رحمه الله- عندما كان ولياً للعهد، ترميم مسجد الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود. وقد تم ترميم ستة مساجد بالمنطقة الشرقية، وهي: مسجد جواثا بالأحساء، ومسجد الحسن بالبطالية، ومسجد العقير بميناء العقير، ومسجد التهيمية الأول، ومسجد التهيمية الثاني بقرية التهيمية، ومسجد حمد المجدل بجزيرة جنة، وذلك بدعمٍ من الهيئة الملكية للجبيل وينبع، فيما رُمم مسجد الجبري بالأحساء بدعم من الشيخ عبداللطيف بن محمد الخطيب.
وفي إطار التعاون والعلاقة التكاملية أبرمت اتفاقية تعاون مشترك بين كل من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومؤسسة التراث الخيرية، في جمادى الأولى 1433 ه )أبريل 2012 م(؛ بهدف تنسيق الجهود لإنجاز مشروعات البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية، ورُمم –في إطار الاتفاقية- وبدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود –رحمه الله، مسجدا الشافعي والمعمار بمنطقة جدة التاريخية، ويُدْرس ويرُمم حالياً بدعمٍ من الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز مسجد عثمان بن عفان (رضي الله عنه) بجدة التاريخية.
وفي إطار جهودها في هذا البرنامج، نظمت مؤسسة التراث الخيرية عدداً من الجولات الميدانية لمختلف مناطق المملكة؛ بغرض مسح بعض المساجد التاريخية ليتم ترميمها، كما أصدرت المؤسسة كتاباً بعنوان “البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية” في 1437 ه ( 2016 م)، وهو جهد علمي راصد وموثق للمساجد التي تم مسحها في تلك الجولات الميدانية.
وقامت مؤسسة التراث الخيرية عام 2018 بدراسات ترميم 13 مسجداً في جدة التاريخية لمصلحة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ضمن برنامج إعمار المساجد التاريخية، وهي: مسجد حسوبة، ومسجد غلوم، ومسجد الخيش، ومسجد العمودي، ومسجد المغربي، ومسجد سنبل، ومسجد الفتن، ومسجد البرخلي، ومسجد البركة، ومسجد السلمانية، ومسجد بن محفوظ، ومسجد عكاش، ومسجد بلال بن رباح.
وفي إطار اتفاقية التعاون التي أبرمت مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني آنذاك في جمادى الأولى 1433 ه (أبريل 2012 م)؛ نظمت مؤسسة التراث الخيرية بالتعاون مع الهيئة عدداً من وورش العمل التي تناولت ترميم المساجد التاريخية، وذلك من خلال الخبراء المشاركين فيها، لما لها من معايير وأساليب تميزها من ترميم المباني التاريخية الأخرى.
ومن إنجازات مؤسسة التراث الخيرية في العناية بالمساجد التاريخية في المملكة المغربية، ترميم مسجد “باب عجيسة” التاريخي في مدينة فاس بالمملكة المغربية بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز سنة 1435 ه ( 2014 م)، وذلك براً بوالدته سمو الأميرة سلطانة بنت تركي بن أحمد السديري، رحمها الله.
نظمت مؤسسة التراث الخيرية ندوة عن ترميم مسجد باب عجيسة، ضمن فعاليات دورة “استخدام الخامات التقليدية في ترميم المباني التراثية وتنمية الصناعات التقليدية والحرفية” في المدة ما بين 17 – 24 شوال 1437 ه ( 23 – 30 يوليو 2016 م)، بالتزامن مع مهرجان أصيلة في المملكة المغربية، وقد تمت زيارة المسجد للاطلاع على ما تم فيه من ترميم، وهو يعدُّ من المساجد التاريخية العريقة بمدينة فاس.

 المساجد التاريخية التي تم ترميميها

أعـمال تـوثـيق وترميم وتأهيل عدد من المساجد التاريخية

قائمة بجميع المساجد التي تم ترميمها من قبل البرنامج الوطني لإعمار المساجد التاريخية